الرئيسيةاخبار الاقباطاليوم .. الذكرى ال 38 لظهور العذراء على منارة كنيسة ارض بابا...

اليوم .. الذكرى ال 38 لظهور العذراء على منارة كنيسة ارض بابا دبلو

تحتفل اليوم كنيسة العذراء و الشهيدة دميانة بأرض بابا دبلو بشبرا الشمالية بالذكرى الثامنة و الثلاثين لظهور السيدة العذراء على منارة و قبة الكنيسة .

و بهذه المناسبة نشرت الصفحة الرسمية لكنائس شبرا الشمالية تحت رعاية نيافة الحبر الجليل الأنبا انجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية، لمحة عن تاريخ كنيسة السيدة العذراء و الشهيدة دميانة بأرض بابا

دبلو بشبرا الشمالية من إعداد و دراسة احد خدام كنائس شبرا الشمالية، بكونها كنيسة صغيرة وبسيطة في أحد أزِقَّة شبرا بشارع الترعة البولاقية .. أُنشِئَت عام 1944 على مساحة صغيرة لخدمة شعبها البسيط،

وافتُتِحَت للصلاة في 23 فبراير 1945، وافتتحها وقام بصلاة أول قداس بها المتنيح الأنبا باسيليوس مطران إسنا والأقصر وأسوان، وربما لم تكن الكنيسة معروفة لكثيرين نظرًا لصِغر مساحتها وصعوبة الوصول إليها وسط الأَزِقَّة.

كانت الكنيسة باسم الشهيدة العفيفة دميانه، وبتدبير من الله نال الطفل وجيه باقي سليمان سر المعمودية المقدسة بهذه الكنيسة في عام 1953 بيد المتنيح القمص جرجس باسيليوس كاهن الكنيسة وقتئذ، نظرًا لارتباط الأسرة بالشهيدة دميانة و ديرها بالبراري ، وفيما بعد اختارت السماء هذا الطفل ليكون بابا الكنيسة، وهو صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني أطال الرب حياته .

قام القديس البابا كيرلس السادس بزيارة رعوية وصلاة رفع بخور عشية بالكنيسة مساء يوم الأربعاء 7 أكتوبر 1959 وكانت زيارة مبهجة إهتزت لها شوارع وحارات شبرا ،حيث استقبل الشعب قداسته بمسيحييه ومسلميه بترحاب منقطع النظير .

في شهر أغسطس عام 1985 كانت هناك أعمال تجديدات بمبنى الكنيسة المتهالك ، وإذ ببعض الجيران يأتون يخبرون بسطوع أنوار غير عادية أثناء الليل ، ولكن لم تعلن الكنيسة عن هذه الظواهر لأن البعض شكَّك فيها، أنها ربما تكون إنعكاسًا لأضواء خارجية

على المجسمات الهرمية التي تعلو المنارات، وكانت تكسوها صفائح لامعة من الألومنيوم .. ولكن الظهورات أكَّدها الكثيرين، والبعض شاهد ظهوراً مبكراً للشهيدة دميانة و تحمل بيدها غصن زيتون بحسب شكل أيقونتها المألوفة ، وظل هذا الأمر بدون إعلان.

ولكن في مساء الثلاثاء 25 مارس 1986، نحو الساعة الثانية صباحاً ، تظهر السيدة العذراء فوق المنارة الغربية للكنيسة، وتتجلى بكامل هيئتها وبشكلها المألوف حيث كانت ترتدي ثوباً لونه أزرق وحولها هالة من النور الأصفر ، و يخرج السكان المجاورين للكنيسة يهللون، وتتصاعد أصوات تضرعاتهم وابتهالاتهم فرحا بظهور العذراء القديسة مريم.

وفي تلك الليلة تكرَّر الظهور أكثر من مرة، بل واستمر في إحداها نحو 20 دقيقة ، وانتشرت أخبار الظهور، وحضرت الجماهير الغفيرة بالآلاف لمعاينة تلك الأنوار والظهورات السماوية .

وللتأكُّد من صحة هذه الظهورات، تم قطع التيار الكهربائي عن المنطقة بكاملها مساء الجمعة 28 مارس 1986، وإذ بالأنوار السماوية تَعُم المنطقة على امتدادات واسعة، وتظهر السيدة العذراء بكامل حجمها فوق

القبة الوسطى فيما بين المنارتين نحو الساعة الرابعة فجرا، وتكرر موضوع قطع الكهرباء فيما بعد مرات عديدة، وفي كل مرة كان الناس يعاينون ظهورات وتجليات عظيمة.. وكان هذا الأمر سبباً لتأكيد حقيقة هذا الظهور .

وبسبب التجمعات الكثيفة حول الكنيسة، حاولت القوات الأمنية مرات عديدة تفريق الجماهير ووضع الحواجز لمنعهم من الوصول إلى الكنيسة من أجل الاحتياطات الأمنية، ولكن السيدة العذراء من محبتها للناس كانت تظهر لهم في السماء في مكان تجمعهم، وتعلو أصواتهم مهللين : ”ياللا اظهري ياللا.. طلي بنورك طلة…“

وكمِثَال ما حدث مساء الثلاثاء أول أبريل 1986 إذ بينما رجال الشرطة يعملون على تفريق الجماهير نحو الساعة 1:45 صباحًا، تظهر السيدة العذراء للجماهير الواقفة خلف الكنيسة في شارع محمد خميس ، ظهرت في شكل فتاة جسمها نوراني بالحجم

الطبيعي، ترفع يديها وكأنها تصلي بمنظر مملوء من الرهبة والوقار، وتختلط المشاعر ما بين الفرح والبكاء، وما بين التهليل والصلاة.. إنهم يعاينون قبسٌ من مجد السماء وهم ما زالوا على الأرض..! واستمر هذا الظهور يومئذ نحو نصف ساعة..

تم إبلاغ مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث بأمر هذه التجليات والظهورات العظيمة، فأوفد قداسته وفود من آباء أساقفة للحضور للكنيسة ورفع تقارير لقداسته، وفي يوم 9 أبريل 1986 قام قداسته بإصدار

قراراً بابوياً بتشكيل لجنة لتقصي الحقيقة مكونة من المتنيح نيافة الأنبا بيشوي، ونيافة الأنبا بولا، ونيافة الأنبا سرابيون، والمتنيح القمص مرقس غالي، والمرحوم الأستاذ مسعد صادق الصحفي بجريدة وطني..

انتشرت أخبار هذا الظهور العظيم، وتناقلتها وسائل الاعلام والصحف المحلية والعالمية ، و حضرت وكالات الأنباء من جهات عديدة من العالم لمعاينة ونقل أخبار الظهور.

كانت الظهورات والتجليات بأشكال متعددة، فتارة تظهر السيدة العذراء بكامل هيئتها، وتارة تظهر بشكل نصفي، وتارة تظهر بشكل يأخذ وضع الركوع أمام صليب القبة الوسطى، فضلاً عن ظهور كائنات روحية على شكل حمام أبيض منير، بالإضافة للسحب الكثيفة من البخور العطر الرائحة .

وما يميز هذا الظهور : أنه كان لفترات طويلة قد تصل إلى الساعة ، كما انه لم يكن أثناء الليل فقط بل أيضاً في وضح النهار، بل شاهد الكثيرين أن ظهور العذراء كاد أن يخفي قرص الشمس وقت الغروب عدة مرات.. و من الملاحظ أنه بعد

عيد القيامة المجيد في تلك السنة (4 مايو 1986) كانت معظم الظهورات في الصباح وبداخل الكنيسة حيث ظهرت السيدة العذراء بوجهها بصورة واضحة جداً بجوار صورة السيد المسيح أعلى باب الهيكل الأوسط، وأيضاً في داخل القبة الوسطى .

كما انه لم يكن ظهوراً للعذراء القديسة مريم فقط بل صاحبها ظهورات لقديسين ظهروا بأشكالهم المميزة في الأيقونات، كالشهيدة دميانه، ومار مينا ومار جرجس وغيرهم (وقد حدث هذا بصورة واضحة يوم أحد الشعانين 27 أبريل 1986).

ايضا صاحب هذا الظهور عجائب ومعجزات حدثت لكثيرين، وشفاء مرضى كثيرين من أمراض مستعصية، وقد حضروا يدلون بشهادتهم ويقدمون الوثائق الدالة على حدوث المعجزات .. كانت أياماً عظيمة عاين فيها الناس أمجاد السماء على الأرض ، و اتصل الليل بالنهار ، الكنيسة طوال اليوم قداسات وتسابيح وصلوات .

ظلت الظهورات مستمرة بانتظام حتى شهر أكتوبر 1986، ثم بدأت تقل كثافتها تدريجياً، وفي مجملها كانت قاربت من العام.. إلا أنه حتى الآن ، ما بين حين وآخر ، يأتي إلى الكنيسة بعض من السكان المجاورين لها يخبرون بسطوع أنوار أو ظهورات روحية أثناء الليل على فترات متباعدة.

كان لهذا الظهور بركات عظيمة ، لعل أهمها : حدوث نهضة روحية عظيمة ، وارتباط الكثيرين من الذين كانوا بعيدين بالكنيسة، وكانت الظهورات سبباً في توبة الكثيرين ورجوعهم للرب.. وكان الآباء الكهنة لا يستطيعون استيعاب الأعداد الكبيرة من المعترفين.

ايضا حدوث نهضة معمارية وتوسعة الكنيسة لتستوعب الأعداد الكبيرة ، وتم شراء المنازل الملاصقة للكنيسة على مراحل عبر سنوات طويلة.. وفي الوقت المعين من قبل الرب ، قام

نيافة الحبر الجليل الأنبا أنجيلوس أسقفنا المحبوب بتجديد وتوسيع الكنيسة وإعادة بناءها بصورة معجزية عجيبة لا تقل عن معجزة ظهور السيدة العذراء، وصارت الكنيسة

آية في الجمال والبهاء .. وقد تكلَّل العمل بحضور صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني لتدشينها يوم 4 نوڤمبر 2020.. وتم تكريسها باسم كنيسة السيدة العذراء والشهيدة دميانة .

الجدير بالذكر أن المجمع المقدس في جلسة 3 يونيه 1990 أقر بحقيقة هذا الظهور العظيم، وتم إدراجه في سنكسار يوم 16 برمهات، يُقرَأ في كل كنائس الكرازة المرقسية في كل عام .. انه تاريخٌ عظيم يجب أن يُدَوَّن ويُوَثَّق

ويُحفَظ لجيلنا الحالي وكل الأجيال القادمة، ليُعاينوا مجد الله في كنيسته .. وجار العمل في توثيق يوميات الظهورات المقدسة بالكنيسة مع تسجيل لشهادة شهود العيان وتوثيق ما ذكرته وكالات الأنباء المصرية والعالمية.

لذلك يهتم صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية بتسجيل هذا التاريخ وتوثيقه من خلال السلسلة التاريخية ” فكرة تاريخية عن كنائس شبرا الشمالية” للتأريخ والتوثيق الشامل والدقيق لكل كنائس المنطقة إلى أن يصدر في كتاب توثيقي شامل قريباً بنعمة الرب .

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات