الرئيسيةاخبار الاقباطعبور من الجحيم.. مريم بباوي متعافية من المثلية بعد سنوات من الاغتصاب...

عبور من الجحيم.. مريم بباوي متعافية من المثلية بعد سنوات من الاغتصاب والعنف الأسري

دائمًا ما يكون الآباء المكان الدافيء الوحيد بهذا العالم لأولادهما، فيعدوا المخبأ الذي يهرب منه الطفل من العالم مرتميًا في أحضانهم، مستمدًا منهم طعم الحياة ممزوجًا بالحب والرعاية.

مريم بباوي لم تستمع بتلك المشاعر والرعاية والاهتمام من والديها، بل تلقت الضرب والعنف والإساءة بأبشع صورها، فكانت طفولتها أشبه بالجحيم، التي حاولت الخروج منه بكافة الطرق المخلّصة من هذا السجن النفسي، إلى أن أدركت إصابتها بالمثلية، وفقًا لحديثها لـ القاهرة 24.

شعرت مريم بغربتها الجسدية في جسد الأنثى، بعدما تعرضت لحوادث اغتصاب وتحرش عديدة، كانت أولها في الفرقة الخامسة بالمرحلة الابتدائية من قبل أحد الأقارب، فضلًا عن إساءة أسرتها لها كأثنى والإهانة لجسدها، فأصبحت أرضا خصبة للإصابة بالمثلية.

أسرتي مكونة من 7 أفراد، وأنا البنت الصغيرة، مكنتش شايفة نفسي زي البنات، دايما كانت حاسة إني فيّ حاجة غلط، لأن أهلي كانوا بيعاملوني على إني غلطة حياتهم، فكنت واخدة شكل الراجل في كلامي وشكلي وطريقتي، مكنتش فاهمة أنا ليه بعمل كده بس كنت دايما خايفة منهم، مريم تروي لـ القاهرة 24 تفاصيل إصابتها بالمثلية.

حاولت مريم الهروب من منزلها نتيجة اغتصابها عدة مرات، فتوجهت إلى سطح منزلها لكنها لم تتمكن من الهرب، إلى أن استقرت في الشارع، حتى أصبحت مدمنة.

دمار شامل لمريم جعلها تحاول الانتحار أكثر من 20 مرة، موضحة: فضلت سنين مش فاهمة مالي وبقيت مدمنة وعايشة في الشارع، لحد ما عرفت إني مريضة بمثلية الماضي.

في ليلة وضحاها وهي في عمر الـ24 عاما، قررت مريم تغيير حياتها لتعبر من جحيم المثلية الذي كاد أن يقتلها، لم تكن مريم آنذاك متعلمة، بل لا تجيد القراءة أو الكتابة، فأصرت على تعليمها لنفسها لتبحث وتقرأ عن المثلية بشكل أكبر يمكّنها من التعافي.

توجهت مريم لمختصين يساعدوها في التعافي: عالجوني بالحب والاهتمام والدعم الكبير والتشجيع، وقدرت أخرج طاقتي وكتبت وقتها 1000 كشكول في قصتي، لحد ما كتبت 6 كتب عن قصتي مع المثلية.

طلعت بكائي واكتئابي ومشاعري المكبوتة طول حياتي، عالجت الإساءة المرتبطة بالماضي والتربية اللي دمرت حياتي، وقدرت أغفر لأهلي.

تروي مريم تفاصيل رحلة تعافيها: الرحلة مكونة من 20 بندا أهمها التقرب من الله، وفهم المعتقدات الصحيحة عن الفتيات والرجال جزء من الميول المثيلة، كنت فاهمة غلط عن جسمي، وفهمت جسمي وحبيته بعد 4 سنين من العلاج، وبدأت أشعر بأنوثتي وأكمل دراستي واتعلمت الرسم وعبرت من خلاله عن قصتي، وعديت بانتكاسات كتيرة لكن قدرت أقاوم وأقوم من جديد.

بعد سنوات طويلة من خوضها لمعركة المثلية، تزوجت مريم واستمر زواجها حتى الآن 14 عاما، كما تبلغ من العمر 36 عامًا.

دعم مريم أطباء ومختصون من داخل مصر وخارجها، مؤكدة: في دكاترة كتير أجانب دعموا قصتي وشجعوني، وده ساعدني أكمل دراستي بره مصر وأكسب خبرات أكبر.

لم نتته رحلة مريم عند هذا الحد، بل ارتدت ثوب المختصة النفسية، بعد سنوات من معاناتها مع المثلية، فأصبحت محاضرة عن المثلية الجنسية بالإضافة إلى الإرشاد النفسي والاضطراب ما بعد الصدمة وصدمات الطفولة والإرشاد الزوجي، فلم تتلق لوما من الحاضرين بل كانوا في استقبال مبهر لها ومشجعين وداعمين لقصتها.

تختتم مريم حديثها فتقول: المجتمع فيه مثليين كتير ومش فاهمين، المثلية مش جنس فقط، والمثلي شخص غير مؤذي لكن هو اللي بيعاني لوحده، وصراعه كبير نتيجة الأهل والتربية ونظرات المجتمع.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات