الرئيسيةاخبار الاقباط«قداس الميلاد» فى كاتدرائية «العاصمة الإدارية»: «مُبَارَكٌ شَعْبِى مِصْر»

«قداس الميلاد» فى كاتدرائية «العاصمة الإدارية»: «مُبَارَكٌ شَعْبِى مِصْر»

تنطلق احتفالات الأقباط الأرثوذكس بعيد الميلاد المجيد، فى السابعة مساء غد. ويترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، صلوات قداس العيد، فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة واسعة من كبار رجال الدولة ونواب البرلمان والشخصيات العامة، وحضور مرتقب للرئيس عبدالفتاح السيسى، لتقديم التهنئة لشركاء الوطن.

وتدق أجراس كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، فى السابعة مساء اليوم، لتعلن عن بدء الاحتفال بعيد الميلاد. ويتقدم البابا تواضروس الثانى موكب الشمامسة، الذى يقوده إبراهيم عياد، كبير شمامسة الكاتدرائية، على أنغام ألحان العيد، وسط حضور كبير من الأقباط.

وقال القمص مكاريوس بولس، كاهن كنيسة الملاك ميخائيل فى ألمانيا، إن الكنيسة دائمًا ما تذكرنا بكل ما جاء فى الإنجيل، حتى لا ننسى كلمة الله، أو ننشغل بالعالم و«الأرضيات» التى لا فائدة منها.

وأضاف القمص مكاريوس: «هدف الكنيسة من الاحتفال بعيد الميلاد هو تذكيرنا بالميلاد العجيب، والعمل الإلهى الفائق الوصف، المتمثل فى مولد المسيح من العذراء الطاهرة مريم بروح الله القدوس الذى حل بها، ومن هنا أصبحت حبلى، وولدت يسوع المسيح الكلمة».

وواصل: «فى العهد القديم تنبأ الأنبياء بمولد المسيح من عذراء، كما جاء فى سفر إشعياء 7: 14 (هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا)، وهذه واحدة فقط من الآيات الكثيرة التى تتنبأ بمجىء السيد المسيح».

وأكمل: «نحن المسيحيين نفرح جدًا بتذكرنا مولد المسيح، مخلص العالم بحسب وعد الكتاب المقدس»، مرجعًا، اختلاف توقيت الاحتفال بين كنائس الشرق والغرب إلى اختلاف التقويم.

وتابع: «نحن نعتمد على التقويم القبطى الأقدم، فنحتفل يوم 28 كيهك بالتقويم القبطى، الموافق 7 يناير بالتقويم الميلادى. بينما أخواتنا فى المسيح بالكنائس الأخرى يحتفلون يوم 25 ديسمبر، ومعهم الكنائس

الغربية فى كل دول الغرب، ومن بينها ألمانيا التى أخدم بها»، مشيرًا إلى أن «الألمان يهتمون جدًا بهذا اليوم، وفيه تجتمع الأسرة كلها، ويقدمون لبعضهم الهدايا، ويتبادلون المشاعر الطيبة والمحبة القلبية».

واختتم بقوله: «فى صلاتنا خلال القداس الإلهى يوم عيد الميلاد، فى الأغلب يصلى الكاهن القداس الغريغورى، الذى تتجه صلاته بصوت وألحان فيها فرح، مع وجود جزء من الصلاة نصلى فيه من أجل خلاص العالم كله من الحروب والشر، ونقول (اعط طمأنينة للعالم)».

أما كريم كمال، كاتب وباحث فى الشأن القبطى، فتحدث عن خصوصية مصر فى الاحتفال بعيد الميلاد، قائلًا: «ونحن نحتفل بذكرى ميلاد السيد المسيح، نتذكر الآية المذكورة فى سفر إشعياء (مبارك شعبى مصر)».

وأضاف «كمال»: «يشير الله هنا إلى البركة التى منحها خصيصًا لشعب مصر، ليكون شعبًا مباركًا، طوال ما يتعرض له من الأزمات»، لافتًا إلى أن هذه ليست الآية الوحيدة فى الكتاب المقدس عن مصر.

وواصل: «بنظرة فاحصة للكتاب المقدس، سوف نجد كلمة مِصْر Egypt، ومشتقاتها مثل (مصرى ومصريون والمصرى). كما توجد آيات عن مصر دون ذكر الاسم نفسه، فإصحاح يتحدث عن فرعون أو نهر النيل، من المنطقى أنه يتحدث عن مصر».

وأكمل: «تكللت النبوءات عن مصر بزيارة العائلة المقدسة لربوعها، كما ذكر الإنجيل المقدس، أن ملاك الرب ظهر ليوسف فى الحلم قائلًا: قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه (مت 2: 13)».

وتابع: «كان ذلك لسببين، الأول حتى لا يقع فى يد هيرودس فيقتله، والثانى ليبارك أهل مصر بوجوده بينهم، فتتم بذلك النبوءة القائلة (من مصر دعوت ابنى) (هو 11: 1)، وكذلك النبوءة القائلة (هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها) (اش 19: 1)». ويقال إن أوثان مصر انكفأت عندما حل بها كلمة الله المتجسد كما انكفأ داجون أمام تابوت العهد (1 صم 5: 3)».

وقال الباحث القبطى إن السيد المسيح أتى إلى مصر، وكان معه يوسف ووالدته العذراء وسالومى، ومرورهم أولًا بضيعة تسمى بسطة، حيث شربوا من عين ماء فصار ماؤها شافيًا لكل مرض، ومن هناك ذهبوا إلى منية سمنود وعبروا النهر إلى الجهة الغربية.

وأضاف: «حدث فى تلك الجهة أن وضع السيد المسيح قدمه على حجر، فظهر فيه أثرها، فسمى المكان الذى فيه الحجر (بيخا ايسوس)، أى (كعب يسوع)، ومن هناك ساروا غربًا مقابل وادى النطرون، فباركت السيدة العذراء المكان، لعلمها بما سيقام فيه من مئات الأديرة المسيحية».

وواصل: «توجهوا بعدها إلى الأشمونين، وأقاموا هناك أيامًا قليلة، ثم قصدوا جبل قسقام، وفى المكان الذى حلوا فيه من هذا الجبل، شيد دير السيدة العذراء، وهو المعروف بدير المحرق».

وأكمل: «ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف فى الحلم، ليعودوا مرة أخرى إلى الأراضى المقدسة، فعادوا إلى مصر، ونزلوا فى المغارة التى هى اليوم بكنيسة أبى سرجة فى مصر القديمة، ثم اجتازوا المطرية، واغتسلوا

هناك من عين ماء فصارت مباركة ومقدسة من تلك الساعة، ونمت بقربها شجرة بلسم، وهى التى من دهنها يُصنع الميرون المقدس لتكريس الكنائس وأوانيها، لتسير العائلة المقدسة من هناك إلى المحمة (مسطرد)، ثم إلى فلسطين».

وشدد على أن مصر ظلت مباركة فى كل الأزمان، مشمولة بالنبوءات والآيات المذكورة فيها، وبزيارة السيد المسيح والعائلة المقدسة لها، فقد ذكرت مصر فى كل الكتب السماوية، لذلك ستظل آمنة إلى آخر الزمان.

وأضاف: «ونحن نحتفل ببدء العام الجديد 2024 وعيد الميلاد المجيد، نحتفل أيضًا بميلاد مصر الجديدة، التى أسس دعائمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ اللحظة الأولى لتوليه المسئولية، دولة المواطنة التى

يعمل الجميع فيها تحت شعار الكل مصريون دون تمييز، لنجد حرية بناء دور العبادة وإقامة الشعائر الدينية، والقضاء على الفكر المتطرف والإرهاب، وإتاحة الوظائف العليا للكفاءات دون النظر إلى الدين أو الجنس».

واختتم بقوله: «تزامن هذا مع إقامة دولة القانون والمؤسسات، وهى إنجازات لم تحدث فى تاريخ مصر من قبل، لذلك نحتفل ببدء فترة رئاسية جديدة للرئيس عبدالفتاح السيسى، مع احتفالات العام الجديد وعيد الميلاد المجيد».

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات