الرئيسيةاخبار الاقباطكلمة رئيس الإنجيلية في احتفال عيد الميلاد المجيد بكنيسة قصر الدوبارة اليوم

كلمة رئيس الإنجيلية في احتفال عيد الميلاد المجيد بكنيسة قصر الدوبارة اليوم

يأتي عيد الميلاد وسط عالمٍ مضطربٍ فهناك عدة أزمات:

1- أزمات الحرب: روسيا وأوكرانيا:

• تستمر الحرب في روسيا وأوكرانيا مما يؤدي إلى تزايد في أعداد الضحايا واستمرار الأزمة الاقتصادية العالمية.

الحرب في غزة:

– في غزة رأينا القوة الغاشمة لإسرائيل تفجر المنازل والمستشفيات مما ادى لاستشهاد الآلاف من الفلسطينيين ومنهم عدد كبير من النساء والأطفال وتدمير غزة بشكل غير مسبوق.

– وهنا نقف خلف الدولة المصرية التي تدافع بصمود عن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، ونرفض كل اشكال التهجير والعنف.

2- أزمات الاقتصاد:

عالميًّا:

– يعيش الاقتصاد العالمي أزمة كبرى:

ارتفاع الأسعار

التضخم

الكساد

محليًّا

هذه الأزمة العالمية ألقت بظلالها بقوة على بلادنا من ارتفاع الأسعار والتضخم.

وتبذل حكومة بلادنا مجهودًا ضخمًا لاحتواء آثار هذه الأزمات العالمية.

3- مخاوف الحياة:

– هناك ضغوط يومية ومخاوف اقتصادية واجتماعية.

– وهناك أزمة ثقة عالمية في تبادل الأخبار والمعلومات:

أخبار مفبركة

صور مفبركة

• وسط هذه التحديات، نحتفل اليوم بعيد الميلاد المجيد. وأود اليوم أن أتحدث معكم عن

1) فرح الميلاد وسط الأزمات”

2) “الميلاد والعودة للوطن”

أولًا: فرح الميلاد وسط الأزمات

النص الكتابي:

• نقرأ سويًّا من إنجيل لوقا 2: 8- 11:

“وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ، وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا

عَظِيمًا. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.”

تقول لنا كلمة الله في هذا النص أن:

• وسط الأزمات هناك اقتحام سماويٍّ للحياة الأرضية.

• ظهور ملاكٌ للرعاة، جاء كنور وسط الظلام.

• جاء الملاك يعلن رسالة فرح

“هَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ.”

ولكي نفهم هذه الرسالة علينا ان نعود إلى نبوة إشعياء التي سبقت ميلاد المسيح بـ 700 عام.

يقول إشعياءُ النبيّ:

“اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ… لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ” (إش 9: 2، 6).

يعلن هذا النص أن:

سيُولد ابن في المستقبل.

هذا الشعب بأرض ظلال الموت، فهم يعيشون في ظلام لا يرون الطريق.

سيولد ابن يقتحم هذا الظلام ويبدده.

يتقدم النبي خطوة أخرى ويعلن أن بميلاد هذا الابن سيكون هناك فرحٌ كفرح الحصاد:

“عَظَّمْتَ لَهَا الْفَرَحَ. يَفْرَحُونَ أَمَامَكَ كَالْفَرَحِ فِي الْحَصَادِ.” (إش 9: 3).

يعلن النبي أن هذا الابن “تَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ”

يتحدث النبي عن هذا الابن ويصوره كملك ذي سلطة وقدرة على تغيير الواقع.

ويؤكد النبي أن الله هو صاحب السلطان؛ وفوق الظروف وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الأحداث والظروف.

• كما يعلن النبي: “لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ”.

صناعة السلام تحتاج إلى قوة.

السلام هنا ليس غيابًا للحرب، بل هو حالة الازدهار والطمأنينة.

إن صناعة السلام قوةٌ عظيمةٌ. والقوي هو من يستطيع أن يصنع سلامًا.

لهذا يطلق النبي إشعياء على السيد المسيح “رئيس السلام”؛ لأن السلام الذي يمنحه هو سلام لا نهائي.

السلام وسط الضيق • يتقدم النبي خطوةً أبعد ويعلن:

“لكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ” (إش 9: 1).

• يعلن النبي أنه سيكون هناك ضيق، لكن لا يوجد ظلام.

• لا يقدم النبي وعدًا بأن الأزمة ستنتهي، لكن يعلن أن الظلام سينتهي.

• ما هو الفرق بين الأزمة والظلمة؟

الأزمة هي الظروف الراهنة

الظلمة هي التخبط وفقدان الأمل والرجاء.

قد تستمر الأزمة لكن يتم التعامل معها في النور.

حينما ترتبط الأزمة بالظلام يكون هنا التخبط وفقدان المعنى.

التعامل مع الأزمات في النور يقود إلى اكتشاف الطريق وقراءة البدائل والقدر على التمييز.

هناك رسالة السماء للإنسان أنت لست وحدك

يقتحم ميلاد المسيح هذا الواقع المنكسر ليعلن أن الظلام وفقدان الرجاء لا وجود لهما، وأن حتى وسط الأزمات هناك نور فأنت لست وحدك.

ثانيًا: الميلاد والعودة للوطن

– يحدثنا الكتاب المقدس أنه بعد ولادته بقليل، دُفِع السيد المسيح للهروب إلى أرض مصر لاجئًا.

– فبعد ولادته جاء مجوس من المشرق يسألون عن مكان مولده، ولم يتبعوا النجم إلى النهاية، بل ذهبوا إلى قصر الملك.

– هذه الخطوة خلقت مخاوف في قلب الملك.

– تصرف المجوس بحسن نية في البحث عن الملك المولود في قصر الملك، لكن كانت النتيجة مذبحة كبرى لآلاف الأطفال من سن سنتين فأفل.

– وهنا نتعلم أن حسن النية لا يبرر الأخطاء.

الهروب إلى مصر

– هذا التصرف دفع السيد المسيح وأسرته للهروب إلى مصر.

– إن رحلة الهروب هذه ارتبطت بعدة تحديات:

الجغرافيا (الوادي والصحراء)

اللغة

الثقافة والعادات والتقاليد

– هذه التحديات ارتبطت أيضًا بمخاوف عدم العودة.

– في هذا السياق مصر كانت وستكون بنعمة الله الملاذ الآمن لكل من يبحثون عن الأمان والسلام

– لقد جاء إليها السيد المسيح لاجئًا يبحث عن الأمان، واحتضنته أرض مصر ومنها عاد إلى وطنه سالمًا.

– الهروب قد يكون مكانيًّا أو نفسيًّا أو روحيًّا.

– الميلاد قصة عودة.

– نصلي أن يعود اللاجئون إلى بلادهم.

– أصلي اليوم لأجل كل الذين هربوا من تحديات متنوعة (أيًّا كانت هذه التحديات) أن تكون قصة الميلاد فرصة العودة.

– العودة للوطن دفء وسلام وطمأنينة.

الخلاصة:

الميلاد دعوة للفرح وسط الأزمة.

حتى لو لم تتغير ظروف اللحظة الراهنة، فالميلاد يذكرنا بأن الله هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الأحداث والزمن.

الميلاد عودة للوطن؛ فكما عاد السيد المسيح لوطنه، نصلي لعودة كل اللاجئين ونصلي أيضًا لعودة الجميع إلى الأمل والرجاء الذي يعلمه لنا الميلاد.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات