الرئيسيةاخبار الاقباطنجوم قبطية فى سماء السياسة المصرية.. المسيحيون حاضرون بقوة فى مسيرة النضال...

نجوم قبطية فى سماء السياسة المصرية.. المسيحيون حاضرون بقوة فى مسيرة النضال أيام الاحتلال وبعد الاستقلال.. والذاكرة الوطنية تحتفظ بأسماء لامعة فى محطات مهمة من عمر الوطن

مصر نسيج واحد، واليوم لا نتحدث عن مسلمين وأقباط؛ إنما فى الماضى تطلب الأمر زمنا ونضالا ليتخذ المسيحيون مواقعهم فى المجال العام، وربما طبيعة الانغلاق والرجعية التى تقلبت فيها مصر من فترة المماليك

إلى الاحتلال العثمانى أبعدت كثيرين من مكونات المجتمع، ثم بدأ الأمر يتحرك مع حُكم محمد على وأسرته، ليتطور وينضج فى أواخر القرن التاسع عشر، وتشهد مصر من وقتها بروزا لرموز قبطية لامعة فى العمل العام.

وتحفل مدونة السياسة المصرية بأسماء شديدة القيمة والأثر، لعبت أدوارا جادة فى مراحل مفصلية، وعززت مسيرة النضال الوطنى ضد الاحتلال وبعد الاستقلال، فحجزت مواقع بارزة فى صدارة المشهد، وساعدت الدولة

على بناء تجربة سياسية واجتماعية أكثر نضجا وعافية، وربما لا يمكن حصر قائمة الرموز وأصحاب الحضور والتأثير من الأقباط، فى كل المجالات العملية والإبداعية أو فى السياسة، إذ هى طويلة ومتنوعة وشديدة

الثراء، لكن المقاربة السريعة يمكن أن تفصح عن بعضهم، على سبيل المثال والاستضاءة لا الإحاطة والحصر، وعلى سبيل الاحتفاء فى ذكرى ميلاد السيد المسيح، تهنئة للأحياء منهم، ووردة على قبور الرموز الراحلين.

مكرم عبيد

كان مكرم عبيد واحدا من رموز النضال فى وجه الاستعمار، وهو أحد ألمع الشخصيات القبطية التى لها باع كبير فى العمل السياسى، فقد شغل منصب وزير المواصلات ثم وزير المالية فى 3 حكومات، وهو أحد مؤسسى حزب الوفد ومن علامات الحركة الوطنية والسياسة حتى بعد انفصاله عنه.

ولم يغفل التاريخ دوره فى ثورة 1919؛ فكان مكرم عبيد أحد أشهر وجوه الوفد وتولى منصب سكرتير الحزب بعد رحيل سعد زغلول، وبسبب أدواره الوطنية ومناداته بالاستقلال استُبعد من عمله سكرتيرا للمستشار الإنجليزى طوال فترة الحرب العالمية الأولى، وبعد إقالته تفرغ للعمل فى مجال الترجمة والدعاية فى الخارج ضد الاحتلال، حتى حصل على لقب «الخطيب المُفوّه».

منى مكرم

ورثت منى مكرم عبيد حب العمل السياسى عن عمها؛ لتواصل مسيرة العائلة فى المجال العام علمًا وعملا، فهى أستاذ للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما شغلت مناصب عديدة منها خبيرة للبنك الدولى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ومثلما ورثت منى مكرم عبيد عن عمها الولع بالسياسة، فقد ورثت عنه أيضا المحبة العميقة لحزب الوفد وتاريخه الوطنى الناصع، وحاولت بالفعل أن تستأنف مسيرة عمها الذى افترق عن الحزب قديما لأسباب تخص التوازنات والصراعات الداخلية، فكانت أول امرأة تشغل منصبًا بالهيئة العليا للحزب العريق.

فخرى عبدالنور

لا يمكن أن تفتح مدوّنة الرموز القبطية دون أن تقابل اسمه فى صفحاتها الأولى، إنه أحد أهم الرموز القبطية فى الحياة السياسية خلال ثلاثينيات القرن الماضى، بدءا من انضمامه لحزب الأمة فى 1909، ثم تمثيله للأقباط فى الوفد المصرى بجانب سعد زغلول.

وكان فخرى عبدالنور من أهم قيادات ثورة 1919 وحزب الوفد، وبجانب نشاطه السياسى الواسع عُرف عنه العمل الخيرى فى قريته التابعة لمركز جرجا بمحافظة سوهاج، كما كان المتحدث باسم جرجا، كونه عضوا فى البرلمان عن الدائرة.

منير فخرى

عائلة «عبدالنور» لها حضور لامع فى سجلات السياسة المصرية، ومن الجد إلى الحفيد منير فخرى عبدالنور، امتدت التجربة فى الحياة الحزبية ثم فى العمل العام والمناصب التنفيذية.

وبجانب نجاحه فى الاقتصاد والاستثمار، شغل السياسى اللامع منصب وزير التجارة والصناعة، كما كان وزيرا للسياحة فى أول حكومة بعد ثورة يناير 2011، وظل فى موقعه خلال حكومة المهندس عصام شرف، ثم حكومة كمال الجنزورى، كما كان عضوا بمجلس الشعب فى دورة 2000 عن دائرة الوايلى بالقاهرة.

جورج إسحاق

كان السياسى الراحل جورج إسحاق واحدا من رموز المعارضة فى مرحلة ما قبل يناير 2011، وقد ترشّح لانتخابات مجلس الشعب 2011 فى مسقط رأسه بمحافظة بورسعيد؛ لكنه خسر، كما شارك فى كثير من الحركات السياسية المعارضة.

عُرف عنه الانشغال بالعمل الوطنى مبكرا، وقد شارك منذ نعومة أظفاره فى مقاومة الاحتلال الإنجليزى بجانب مجموعات الفدائيين فى منطقة القناة، وشارك أيضا فى مقاومة العدوان الثلاثى على مصر، وشغل عضوية المجلس القومى لحقوق الإنسان لسنوات طويلة، ورحل عن عالمنا فى يونيو 2023 إثر تعرضه لوعكة صحية.

ليلى تكلا

كان لقبطيات مصر دور مُحرك فى العمل السياسى، ومن أبرز رموزهن الدكتورة ليلى تكلا، التى لُقّبت بـ«أم الشرطة المصرية»، وهى واحدة من ألمع السياسيات وتعد أول سيدة تُنتَخب لرئاسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، كما حصلت على جائزة النيل فى العلوم الاجتماعية.

كما أنها أول سيدة مُنتخبة رئيسا لجلسة من جلسات اتحاد برلمانات العالم، وتقلدت منصب رئيس صندوق الأمم المتحدة التطوعى للتعاون الفنى فى مجال حقوق الإنسان، وسر لقب أم الشرطة المصرية أنها أرملة الدكتور عبدالكريم درويش، المعروف بـ«شيخ الشرطة المصرية»، وأحد أبطال «التل الكبير»، كما كانت دائمة الدعم لجهاز الشرطة والدفاع عن رجاله وأبطاله.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات