بدأ سعر صرف الدولار في الانخفاض بشكل كبير أمام الجنيه بالسوق الموازية لأول مرة منذ بداية العام الجاري، متأثرًا بأخبار الشراكة بين الجانب المصري والإماراتي لتطوير رأس الحكمة كأكبر صفقة استثمار مباشر، بما يعود بالنفع على الاقتصاد المصري وضخ المزيد من السيولة الدولارية، في ظل مساعي الدولة نحو سد فجوة النقد الأجنبي.
وبعد ساعات قليلة من موافقة الحكومة على أكبر صفقة استثمار مباشر، يوم الخميس الماضي، بدأ سعر الدولار في التراجع بالسوق الموازية ليفقد قيمة تتراوح بين 12 و13 جنيهًا حتى الآن، حيث وصل اليوم إلى نحو 50 جنيها بعدما كان يتراوح بين 62 و63 جنيها، وسط ترقب من المستثمرين والمستوردين حول مصير سعر الدولار داخل السوق الموازية خلال الفترة المقبلة.
وعن توقعات الخبراء والمحليين بشأن مصير سعر الدولار داخل السوق غير الرسمي خلال الفترة المقبلة، قال هاني حافظ الخبير المصرفي، إن مشروع رأس الحكمة الذي يمثل أكبر استثمار مباشر، سيؤدي إلى المزيد من التراجع في سعر صرف الدولار بالسوق الموازية خلال الفترة المقبلة.
وأوضح الخبير المصرفي في تصريح لـ القاهرة 24، أن مشروع تطوير رأس الحكمة سينتج عنه تدفقات نقدية من الدولار، الأمر الذي يؤدي إلى تمكين البنك المركزي المصري ووزارة المالية من تغطية الطلبات الاستيرادية للسلع الاستراتيجية والأساسية في مصر بشكل ملحوظ، بدلًا من لجوء بعض المتعاملين إلى السوق الموازية لتوفير الدولار لتغطية الطلبات الاستيرادية.
وأشار الخبير المصرفي، إلى أن اتجاه بعض المتعاملين والمستوردين إلى السوق الموازية لتوفير الاحتياجات من العملة الصعبة أدى إلى إضافة تكاليف إضافية على السلع مما ساهم في ارتفاع أسعار المنتج النهائي، وما تبعه مع ارتفاع معدلات التضخم.
وذكر هاني حافظ الخبير المصرفي، أن بدء ورود تدفقات نقدية بما يوفر حصيلة دولارية بالبنوك العاملة في مصر سيؤدي إلى تغطية الطلبات الاستيرادية، وتراجع الطلب على السوق الموازية وبالتالي تراحع سعر الدولار بالسوق غير الرسمي، متوقعًا أن يتراجع إلى 40 جنيهًا أي بنحو 10 جنيهات أخرى خلال الفترة المقبلة.
ولفت الخبير المصرفي إلى الإجراءات الأمنية التي تتخذها الدولة إلى جانب الإجراءات الاقتصادية، لتطبيق القانون والتصدي لجرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي، فضلًا عن جهود الدولة لزيادة أعداد السائحين بما يؤدي إلى دخول المزيد من العملات وتوفير الدولار.
ومن جانبه، توقع علي الإدريسي أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحري، والخبير الاقتصادي، في تصريح لـ القاهرة 24، استمرار التراجع في سعر الدولار داخل السوق الموازي خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن ذلك مرهون باستمرار تلبية احتياجات الأفراد والمستثمرين من النقد الأجنبي من البنوك.
وبموجب الاتفاقية، تحصل مصر على 35% من أرباح مشروع تطوير رأس الحكمة كمدينة ومجتمع عمراني متكامل، ومن المقرر أن تتسلم مصر 35 مليار دولار خلال شهرين منها 11 مليار دولار وديعة إماراتية لدى البنك المركزي، على أن يتم ضخ 15 مليار دولار خلال أسبوع، والـ 20 مليار دولار الأخرى خلال شهرين.
كما توقع أحمد معطي الخبير الاقتصادي، استمرار تراجع سعر الدولار داخل السوق الموازي خلال الفترة القريبة المقبلة، عند ضخ السيولة الناتجة عن صفقة رأس الحكمة وتوفير العملة الصعبة داخل البنوك للمستوردين.
ولفت الخبير الاقتصادي في تصريح لـ القاهرة 24، إلى أن تحديد سعر الدولار خلال الفترة القادمة يعود إلى آليات العرض والطلب وتوفير الدولار، ولكن من الممكن أن يتراجع إلى ما بين 40 و50 جنيهًا مع استمرار جهود الدولة نحو زيادة الحصيلة الدولارية.
وفي نفس السياق، توقع عز الدين حسنين أستاذ الاقتصاد والإدارة بالمعهد القومي للإدارة في تصريح لـ القاهرة 24، تراجع سعر الدولار داخل السوق الموازية إلى مستوى يتراوح بين 45 و50 جنيها، مع توفير الدولار بشكل كاف داخل البنوك لتدبير الدولار للمستوردين وعدم حاجتهم للسوق الموازية.
وتسعى الدولة جاهدة إلى سد الفجوة الدولارية، لا سيما بعد خروج ما يقرب من 22 مليار دولار استثمارات غير مباشر خلال الشهور الأولى من عام 2022 على إثر الحرب الروسية الأوكرانية.
