تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للاحتفال بذكرى القديس العظيم أنطونيوس الكبير، وهو الراهب المصري، الذي نشا في قرية قمن العروس، بمحافظة بني سويف عام 251، والذي يعتبره العالم “أب الأسرة الرهبانية” ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له.
يوم في حياة راهب.. كيف يقضى الراهب يومه؟
وشرح كتاب (رهبان تحت العشرين) الصادر عن مدارس التربية الكنسية، بكنيسة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بأطلس بحلوان، والذي حصلت الدستور على نسخة منه، أن الراهب يقضي يومه بُناء على (التيبيكون) الخاص بالدير الذي ترهب به، والتيبيكون هو مصطلح يُشار به إلى النظام المتبع داخل الدير لحياة الرهبان.
وأوضح الكتاب الذي جاء نتيجة بحث مخدومي المراحل الإعدادية والثانوية بالكنيسة، أن لكل دير تيبيكون مختلف يخضع له رهبانه، الا ان العناصر الاساسية في كل تيبيكون، هي تسبحة منتصف الليل والقداس الإلهي، والعمل، والخلوة التأملية، فحتمًا يستيقظ الراهب في فجر اليوم لحضور صلاة منتصف الليل والتسبحة والقداس الإلهي وذلك بدءً من الساعة الثالثة او الرابعة فجرًا.
ثم يتوجه إلى العمل الذي يُكلف به من قبل إدارة الدير من ربيتة ووكيل ومشرف وغيره وجميعهم من الرهبان، ثم يمضي في منتصف اليوم.
الجدير بالذكر أنه بحسب السيرة الذاتية للأنبا أنطونيوس، فقد ولد لوالدين غنيين، ومات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم، فالتهب قلبه نحو حياة النسك، وفي عام 269
م، إذ دخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: “إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني” فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته، وعاد إلى أخته الشابة
ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية، ومن ثم انطلق للتفرغ لحياة النسك الشديد.