الرئيسيةاخبار عاجلةما بين النزوح والقنص والاستشهاد.. لوحة صمود لمسيحيّ غزة خلال صلاة عيد...

ما بين النزوح والقنص والاستشهاد.. لوحة صمود لمسيحيّ غزة خلال صلاة عيد الميلاد وسط الركام | تقرير

صلوا كل حين.. آية من الكتاب المقدس نفذها مسيحيو غزة وسط الحرب، فبين ركام وحطام المباني وأشلاء الأقارب والأحباب والأطفال الصغار، لم يتوقفوا عن صلاة عيد الميلاد المجيد، فكثيرا ما تختلف احتفالات عيد

الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية بين دول العالم، وفقًا لطقوس كل منها وعاداتها وتقاليدها، إلا أن لاحتفال فلسطين وخاصة كنيسة المهد- مكان ميلاد الطفل يسوع – مذاقًا آخر، فهي محط أنظار العالم بأجمعه.

على مدار أكثر من 2000 عام على الميلاد شهدت تلك المنطقة صراعات عديدة، لكن لصراع هذا العام كان مع دمار جديد أشبه بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وخاصة بـ قطاع غزة.

منذ السابع من أكتوبر الماضي، لم تر فلسطين وأبناؤها في غزة لحظة طبيعية كالمعتاد، بل لمدة تجاوزت الـ 85 يومًا مكث هذا الشعب في غزة بين الركام والحطام للقصف الإسرائيلي الغاشم عليهم، فراح ضحيته آلالاف المواطنين وخاصة الأطفال الصغار، ولكن وسط هذا الكم من الدمار الشامل، كيف مضى عيد الميلاد المجيد على الأحياء منهم؟

تواصل القاهرة 24 مع عدد من مسيحيّ غزة، والذين استغرق تجاوبهم أيام عدة، نتيجة قطع الاحتلال الإسرائيلي عنهم كافة أوجه الاتصال.

حازم سابا من سكان قطاع غزة، نزح إلى رفح منذ 13 أكتوبر، أي بعد أيام قليلة من عملية الطوفان، إثر التهديدات التي طالت منزله بالقصف الإسرائيلي.

وفقًا لحديث سابا لـ القاهرة 24، أوضح أنه من سكان غزة بحي الرمال مفترق السريا، ونزح إلى دير البلح منذ 13 أكتوبر، ثم وصل إلى رفح بعدما هُدد المكان المقيم به في دير البلح.

يروي سابا: معرفناش نصلي صلاة عيد الميلاد داخل الكنيسة، لأن الكنيستين الوحيدتين في غزة محاصرينهم، محستش بالعيد لأول مرة بحياتي.. لكن موقفناش صلاة صلينا عيد الميلاد خلال نزوحنا بالشوارع.

تتكون أسرة حازم من 5 أفراد، لم يتناولوا سوى المعلبات اليومية منذ اليوم الأول من الحرب، معقبًا: مفيش غيرها متاح للأكل.

وصلت رحلة النزوح بأسرة سابا إلى منطقة مواصي برفح، وعلى حد قوله هم الأسرة المسيحية الوحيدة الآن خارج غزة.

يتمنى سابا العودة إلى منزله بقطاع غزة، والاحتفال مجددًا بعيد الميلاد المجيد وسط أسرته في منزله، حيث الزينة وشجرة الكريسماس.

أما لـ جريس مايكل مواطن مسيحي آخر بغزة، رواية أخرى مشابهة في النزوح مختلفة في حجم الدمار، فهو نزح داخل كنيسة بغزة تم قصفها من قبل الاحتلال.

يقول جريس لـ القاهرة 24: الوضع سيء للغاية، لم نتمكن من صلاة العيد بسبب القصف المستمر، مضيفًا: بصراحة ما في عيد ولا أجواء عيد وسط الدمار اللي احنا فيه.

صلى جريس صلاة العيد فقط داخل كنيسة دير اللاتين، حيث مكان نزوحه منذ يوم 10 أكتوبر الماضي، بعدما قٌصف منزله خلال الحرب القائمة على قطاع غزة.

فقد جريس جدته وخالته بأبشع الطرق، فتم قنصهما على يد قناص محترف، حتى أنه أُصيب خلال الحادث، فضًلا عن إصابته الشهر الماضي بقدمه.

يروي جريس تفاصيل حادث مقتل جدته وخالته، فيقول: كانت جدتي وخالتي في طريقهما إلى دورة المياه بكنيسة النازحين فيها، فتم قنصهما من مكان عال للغاية لم يتم تحديده، فقتلت خالتي بطلقة في رأسها وجدتي في صدرها واستشهدتا في الحال، وعند مساعدتي لهما أٌصبت بشظايا في كتفي لاتزال موجودة حتى الآن، نظرًا لعدم وجود مستشفى بمنطقة نزوحي يعمل، فضًلا عن إصابة أبناء خالتي في أرجلهم من قبل القناص.

وأكمل: لم يتوقف الحادث عند هذا الحد، بل ألقى القناص قنبلة على الحاضرين فاٌستشهد وأٌصيب العديد منا، أكد جريس تناوله مع النازحين غيره داخل الكنيسة معلبات التونة فقط، موضحًا: مافي غيرها متاح.

طرق القاهرة 24 أبواب مسيحيين آخرين في فلسطين حيث القدس، أوضح الدياكون سميرهوديلاي –شماس – إنجيلي في الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية، أن الاحتفال بالعيد في القدس اقتصر على الصلاة داخل الكنيسة فقط.

وتابع: الوضع مأساوي والإعلام مابيقدر يوصل كل شي، فالدمار يشمل الجميع، فأقربائي استشهدوا بقطاع غزة ليس فقط بالجسد ولكن بالدم على أرضنا الحبيبة فلسطين.

لم يحتفل مسيحيو القدس بعيد الميلاد المجيد كالمعتاد بمهد الطفل يسوع، بل صلينا داخل الكنيسة فقط، طالبين من الله أن يحل السلام في قلوب الذين يجلسون على عروش السلطة، ونتمكن من الاستقلال وحلول السلام الخارجي، هكذا اختتم الدياكون سمير حديثه.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات